عـــادَ الـمـغـولُ إلـيـك يـابـغدادُ
بـكـتِ الـعـيونُ وذابــتِ الأكـبادُ
–
يــومٌ عـلى كـلِّ الـكرامِ مـزلزلٌ
فـرحَ الـحثالةُ وانـتشى الأوغادُ
–
والـعـلقميُّ تـوسَّـعتْ أشـداقُه
كُـشِـفَ الـلثامُ لـتظهرَ الأحـقادُ
–
صُـفْرُ الـوجوهِ قـديمةٌ أحقادُهم
فـالحقدُ قـد أوصـى به الأجدادُ
–
و الغدرُ شيمتُهم وليس بعارضٍ
هــذا هــو الـتـاريخُ حـيثُ يـعادُ
–
لـكـنّ هــارونَ الـرشـيد مـكـابرٌ
مـافادَ فـي بـعضِ الأمـورِ عـنادُ
–
هل يُرتجى عندَ اللئامِ سماحةٌ
فـالـجمرُ جـمـرٌ لــو عـلاه رمـادُ
–
إنْ غـرَّكم جـلدُ الأفـاعي ناعماً
فـالـسّـمُ فـــي أنـيـابِـها وقّــادُ
–
لا ضـيرَ أنْ تـرقى الـثعالبُ مرّةً
والـلـيثُ تُـثْـقلُ كـفَّـهُ الأصـفـادُ
–
ولـربّـما فــرحَ الـحمارُ بـسرجِه
مـاخافَ مـن سرجِ الحمارِ جيادُ
–
هـو لـعنةٌ كـانت على أصحابِها
يــومُ الـوغـى تـتـقابلُ الأضـدادُ
–
والـفـوزُ فـيـها لـلـذينَ حـيـاتُهم
لـن تـنتهي إذ تنتهي الأجسادُ
–
قـومٌ تـسامى للشّهادةِ جلُّهم
إنَّ الـشـهـادةَ مـنـهـجٌ وجـهـادُ
——
عبدالناصرعليوي العبيدي